بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وزد بارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكرة الذاكرون
الحاجة إلى صديق حاجة نفسية ضرورية في حياة الإنسان، إذ أن الإنسان اجتماعي بطبعه يسعى إلى إقامة العلاقات الإنسانية السوية التي تحقق الغرض من وجوده، ومهما علا
الإنسان وارتفعت مكانته يبقى ضعيفاً إذا اكتفى بنفسه دون الآخرين، فهو في حاجة دائمة إلى
من يسمع إليه، يشكوه همه، ويخفف أحزانه، وفي الوقت ذاته يجب أن يتحمل مسؤولية هذه الصداقة، ويكون عوناً لمن يصادقه، وبذلك تستمر الحياة، وتنشأ العلاقات السوية، والمجتمعات ذات العلاقات الإنسانية الراقية.
ولكي تصبح أهلاً لهذه الصداقة فمن الواجب عليك كصديق أن تستمع لصديقك بقلبك وعقلك،
وتساعده على اجتياز أحزانه، وتوجهه إلى الطريق الصحيح لمواجهة الواقع، ومن الواجب عليك
أيضاً أن تحرص على انتقاء الكلمة التي تزيده فرحاً، وترسم الابتسامة على وجهه، ترعى
مشاعره وتقدره، ورأس الأمور كلها أن تحفظ سره فهو من اختارك من بين الناس صديقاً له، فهل تكافـئه بأن تكون أول من تفضحه؟!
وينبغي أن تظهر الصداقة الحقة في مراعاتك له بكل أحاسيسك ومحاولاتك للتخفيف عنه وإن كنت حاملاً لهم أكبر من همه، وألا تبرز فرحك في وقت حزنه.
كن أنت اليد الأمنية والقوية التي تعينه على النهوض مرة أخرى، وإن أظهر غضبه وتكدره،
ولتذكر الخير منه ترَ نفسك راضي النفس غير حانق، وللسلف الصالح في الأصدقاء أقوال، ومنها قول أحدهم: "لا تدم مودتك لأخ حتى تكون إذا أضناه الألم ضويت معه، وإذا عضّه الجوع خويت أنت، إذا مسه الضر لم تعرف كيف تبيت ليلتك".
وإن من أعظم الحسنات بعد طاعة الله ورسوله صديق صدوق صادق الوعد منصف، ولا خير في الدنيا إذا لم يكن بها أمثال هؤلاء الأصدقاء،
واذكر بمقولة سيدنا علي رض/ أحبب حبيبك هونا ما عسا أن يكون عدوك يوما ما
وأبغض عدوك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما
السلام عليكم ورحمة الله
قال علي بن ابي طالب /رض/
أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون عدوك يوما ما
وأبغض عدوك هونا ما عسا أن يكون حبيبك يوما ما
والمعنى واضح
فإذا أردت أن أبوح بسر لصديقي الحميم الموثوق به
وذلك من أجل اخذ النصيحة
فلا مانع لذلك ولكن بتمويه وبطريقة ملتوية
بمعنى ان أفضفض معة على ان المشكلة تخص احد أقاربك المقربين منك وبدون ذكر أسمة/اسمها
ويتم مناقشة الموضوع على الأساس
وتأخذ رأي صديقك
ونصيحته لكي تقوم بدورك إيصالها بأمانة لقريبك المزعوم
وتشكر/ي صديقك على نصيحته الغالية والمفيدة
وان كان الموضوع متعلق بأفعال أنت فعلتها مغضبة لربك
سابقا فاجعل سرك مع ربك وحدة
ولا تبوح /ي بذلك لأحد
لأن الله يستر على عبده مادام لن يفضح نفسه ويتباهى بذكر معاصيه
وانوه /إن المرء منا يجب ان يختلي بنفسه كل يوم
ويقوم بتشغيل شرط أفعالة بأمانة
ويبدأ هو بمحاسبة نفسه عن تقصير أو إهمال أو ازدراء لأحد ما
ويصحح نفسه بأمانة ويبدأ بتنفيذ سلوك جيد
وتصحيح الخطأ الذي ارتكبه
وليس عيبا على المرء بل وبكل ثقة علية الاعتذار من الشخص الذي أساء له
وفي النهاية ولن أطيل
افعل ما تشاء كما تدين تدان